رسالة مؤسسة “شيرازي فاونديشن” بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية

رسالة مؤسسة “شيرازي فاونديشن” بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية

إيماناً من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأهمية العدالة الاجتماعية في تحقيق السلم والأمن الدوليين لا سيما في عصر العولمة، فقد تقرر الاحتفال سنوياً بيوم 20 شباط/فبراير يوماً عالمياً للعدالة الاجتماعية، وذلك اعتباراً من الدورة الثالثة والستين للجمعية العامة.

وفي هذاالسياق، خصصت المنظمة الدولية موضوع احتفالية هذا العام 2023 بـ’’التغلب على العوائق وإطلاق العَنان لفرص العدالة الاجتماعية‘‘.

إن مفهوم العدالة الاجتماعية بعناصره الأساسية من حقوق الإنسان وقضايا الفقر والفساد ومسائل التنمية، لا يمكن مقاربته بمعزل عن الشأن الاقتصادي الذي يتداخل في كافة مجالات المجتمع السياسية والثقافية والفكرية وحتى البيئية. الأمر الذي يؤكد أهمية عملية التقييم المستمدّ من أرض الواقع في ضوء أسس علمية ومعايير موضوعية للحكم على مدى تحقق العدالة الاجتماعية واستكشاف مواطن الخلل ومواقع الإنجاز؛ وهو ما يستلزم توفير الحرية الإعلامية وتكافؤ الفرص وكفاءة الإدارة لبلورة رؤية حقيقية عن مسار التنمية والعدالة الاجتماعية.

إنّ الاكتفاء بسياسة التنظير و رفع شعار العدالة الاجتماعية، من أهمّ عوامل الاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي تعاني منها كثير من دول العالم، وقد حذّر الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام من تداعياتها على أمن المجتمع وسلمه في رسالته لأحد ولاته حين أوصاه: “اسْتَعْمِلِ الْعَدْلَ، وَاحْذَرِ الْعَسْفَ وَالْحَيْفَ، فَإِنَّ الْعَسْفَ يَعُودُ بِالْجَلاَءِ، وَالْحَيْفَ يَدْعُو إِلَى السَّيْفِ”، في إشارةٍ إلى التهجير ومشاكل اللجوء والنزاعات المسلحة كإفرازات خطيرة لإهمال تطبيق العدالة الاجتماعية حتى ولو كانت السلطة تحمل عناوين دينية! فالعبرة بالعمل بالأصول والمبادئ لا مجرّد التشدّق بها.

وقد استنكر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) حالة الانفصام بين النظرية والتطبيق لدى حكام الدول الإسلامية في معالجة قضية العدالة الاجتماعية، قائلاً:

“إنّ ممّا يدعو للخجل ويُشعِر المرءَ بالعار ما نشهد في دول تنسب نفسها للإسلام من كوارث اجتماعية كاتساع الشرائح الاجتماعية التي تعيش تحت خط الفقر، ناهيكم عن تهافت أبنائها للجوء إلى دول خارجية ووقوع من بقي منهم في بلدانهم فريسةً للانتحار والجريمة و الإدمان”، مؤكّداً سماحته على أهمية توفير الحرية وتحمل المسؤولية واقتران القول بالفعل في تحقيق العدالة الاجتماعية كما أرادها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومون (عليهم السلا) رسالةً وتطبيقاً.

إننا إذ نحتفل في اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، ندعو كافة الجهات الفاعلة في العالم لبذل المزيد من الجهود في سبيل تحقيق هذه القيمة الإنسانية عملياً كي تنعم البشرية بالازدهار والرخاء والسعادة.

والله ولي التوفيق