بسم الله الرحمن الرحيم
أوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً صدق الله العلي العظيم
مما لا يخفى عن احد، ومهما أصرت بعض الأنظمة على نكران وجودها، تمثل ظاهرة التعذيب في السجون والمعتقلات القائمة في الدول العربية والاسلامية و خصوصاً الشرق أوسطية إشكالية بالغة التعقيد، نظراً لتأصلها في بنية تلك الأنظمة وسيرتها المتوارثة منذ عقود خلت، الأمر الذي يمثل تحدياً عصياً على المجتمعات العربية منها والمسلمة على حد سواء.
إذ تفيد مئات التقارير والاحصائيات الموثقة والمنقولة بشيوع ظاهر التعذيب في سجون تلك الدول، برعاية وإشراف حكومي تارة، أو بغض الطرف من الجهات المسؤولة تارة اخرى، الأمر الذي أسفر عن تداعيات بالغة الخطورة مدعاة للقلق مسترعية البحث في السبل التي تحد منها أو تحاصرها على أقل تقدير .
إذ لطالما تسببت جرائم التعذيب في موت وإعاقة الآلاف من المواطنين واندثرت حقوقهم المسلوبة بعد أن سلبت كرامتهم سلفاً، دون أن تطال يد العدالة مرتكبيها للاسف الشديد.
وفي معظم الحالات نجد أن تلك الجرائم تُرتكب لدوافع سياسية أو فكرية بهدف نزع اعترافات بالاكراه، أو التنكيل وإذلال المعتقل دون وجه حق أو وجود مسوغ قانوني أو شرعي يبيح تلك الأفعال المشينة التي تطال الأبرياء.
وبحسب تقارير حقوقية متواترة فإن الدول العربية والاسلامية تتصدر معدلات التعذيب المرصودة، مع الأسف الشديد.
فقد أكدت مئات الشهادات لمواطين خضعوا قسرياً للاعتقال أنهم تعرضوا، فيما فقد آخرون أرواحهم صبراً تحت طائلة التعذيب الوحشي.
وبناء على ما تقدم، تلفت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية الأنظمة السياسية في بلدان الشرق الأوسط خصوصاً إلى أن ما يجري في معتقلاتها يمثل انتهاكاً صارخاً التعاليم الإسلامية والأعراف الاجتماعية والقوانين المحلية والدولية، فضلاً عن ذلك يعد نهجاً عقيماً مصيره الوبال والخسران كما أثبت لنا التاريخ القديم والحديث، فلا الطغيان يستمر ولا الاستبداد يجدي.
وتدعو المؤسسة جميع من تشمله هذه الإحاطة إلى التعقل والاسترشاد بالحكمة ورفع الغبن والجور عن أبناء جلدته، واعتماد الأساليب الإنسانية في مواجهة التحديات السياسية والامنية، وعدم الاتكاء على سياسة التهميش أو الإقصاء أو تكميم الافواه، فجميع الشعوب حرة وفطرة الإنسان مقاومة الظلم، ولكل فعل ردة فعل، فلا تغلو واهندوا واحسنوا لشعوبكم إن الله يحب المحسنين.