رسالة مؤسسة الامام الشيرازي في اليوم الدولي للتعليم

رسالة مؤسسة الامام الشيرازي في اليوم الدولي للتعليم

بسم الله الرحمن الرحيم

وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. صدق الله العلي العظيم

 

صلى الله عليك يارسول الله محمد مقدار مقامك ومقام قدرك وعلى آلك المطهرين من أئمة المسلمين وسلالة الرحمة والدين، الحمد لله الذي اصطفاك للإنسانية رسولاً، وللأميين نبياً، وللعالمين رحمةً، وادبك فاحسن تأديبك، بك وبأبنائك اهتدينا وبعلومكم ابصرنا واسترشدنا وسلمنا، فلله الشكر حتى يرضى الذي من بكم علينا.

يحيي المجتمع الدولي في الرابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير اليوم الدولي للتعليم، بعد مضي عشرات القرون على حديثك الذي اوصيتنا به: (من سلَكَ طريقًا يبتغي فيهِ علمًا سلَكَ اللَّهُ بِهِ طريقًا إلى الجنَّةِ).

فقد ادركت البشرية ضرورة العلم والسعي لنشره والاستفادة منه وتطويعه في خدمة الإنسانية، وادركت الشعوب والأمم ان خلاصها وازدهارها لا يكونان الا بالعلم والتعليم، وان الجهل هاوية الأمم ومقبرة الدول، فلا مناص لكرامة مستدامة ولا حقوق مصانة الا بالعلم والعلوم.

ولطالما أكد سيد العلماء وإمام العلم الحديث الامام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام أهمية هذا الشأن الانساني، موجباً على اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام من المسلمين الشيعة خاصة والمسلمين عامة انتهال العلم والعلوم، وتربية الابناء والشبان على السعي والجد في سبيل تحصيله، فيقول عليه السلام: (ليت السياط على رؤوس اصحابي حتى يتفقهوا).

ان ابلغ ما يقع على الشيعة من رسالة يتحتم ايصالها هو دفع يافعيهم وشبابهم لنهل العلم وخبرته، والتزود به كسلاح في مواجهة كل التحديات التي تعتريهم، نظراً لدور العلم في مسببات خلاصهم وتطور أوضاعهم على كافة الصعد والمستويات، ودفع الضرر بمختلف اشكاله عن مجتمعاتهم ودولهم.

فتطويع الأمور وتيسير السبل لوصول الشباب الشيعة الى العلم مسؤولية دينية واخلاقية تقع على عاتق كل من يتيسر له المساعدة على تحقيق ذلك، ابتداء من الحكومات مرورا بالمنظمات والمؤسسات، وأخيراً وليس آخراً  الوجهاء والميسورين من الناس القادرين على دعم الحراك المعرفي والعلمي.

لذا تدعو مؤسسة الامام الشيرازي العالمية في هذه المناسبة الدولية جميع افراد المجتمعات الشيعية الى ضرورة التدبر والتفكر والتحرك لتعزيز الحركة العلمية والمعرفية لليافعين والشباب، وبذل كل ما هو مستطاع لتأمين اجيالاً متنورة محصنة بالعلم قادرة أولاً على الارتقاء بواقع الشعوب الشيعية والإسلامية والبشرية كل على حد سواء، اجيالاً محصنة متمكنة من مواجه التحديات.

والله ولي التوفيق والسداد