الامام الشيرازي: لكهنو الهندية وتأثيرها على الحوزات الشيعية

اكدت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية على اهمية ميدنة لكنهو الهندية في بلورة وترسيخ الفكر الاسلامي الشيعي في الدولة الهندية خلال القرون الماضية، مبينة الدور المهم لها في ايصال التعاليم الاسلامية الى العديد من الملل والنحل غير الاسلامية في الهند.

وقال العلامة الشيخ اديب الذي قدم من الهند واستضافته المؤسسه خلال ندوة مصغرة اقيمت في المدينة المنورة ان “الحكومة الشيعية في لكنهو كانت تسمى بدولة الشعب، وكانت تحت اشراف المرجعية الشيعية بالشورى، واهتمت هذه الدولة ببناء المؤسسات الخدمية والاعلامية وكانت اشبه بالحسينيات آنذاك”. موضحا، ” اشتهرت المنطقة بالمدارس العلمية وكان اشهرها المدرسة الناظمية وسلطان المدارس، و من خلال هذه المدارس واشباهها تمكنت المدرسة الشيعية من ايصال الفكر الشيعي الى اتباع بقية الاديان من الهندوس وغيرها”.

وأضاف، “اطلقت التسميات على العديد من مناطق باسم العتبات المقدسة وتم بناء احياء او مناطق باسم كربلاء والنجف وغيرها من مدن العتبات الحسينية اشتملت على العديد من المراكز الثفاقية والمؤسسات الفكرية”.

كما ذكر عباس خلال الندوة التي دعت اليها مؤسسة الامام الشيرازي التقسيم السياسي الذي حصل بين المسلمين والهندوس وغيرهم والذي نتج عنه دولة باكستان، حيث شارك الشيعة والسنة في تشكيل حكومة باكستان.

ولفت الشيخ الاديب الى ان، “علماء الدين لم يرضخوا لارادة اللاستعمار البريطاني، وتمسكوا باستقلاليتهم السياسية والفكرية في خضم صراع سياسي وعسكري مهول في تلك الفترة”.

بدوره أشار العلامة الشيخ الناصري في كلمة له خلال الندوة ايضا الى ان مكتبات مهمة في لكهنوا كانت تمولها تجار شيعة من لكهنو. وكانت عوائل هندية شيعية تمول مشاريع دينية في العراق وايران حتى عهد السيد كاظم اليزدي صاحب كتاب العروة الوثقى.

وأضاف الشيخ الناصري، “كانت جهات ايرانية انقطع عنها هذا الدعم (بعد ان اختصت حوزة النجف الاشرف لاستلامها من تلك الاسرة الهندية الشيعية) تروج لشائعات ضد مرجعية العراق، حيث ان شركة هندية بريطانية كانت تبعث الاموال للعراق فبدأت هذه الجهات الايرانية تستغل هذا الامر وتتهم بعض المرجعيات الشيعية كالسيد اليزدي بالتعامل مع بريطانيا.

يذكر ان لكهنؤ هي عاصمة ولاية أوتار براديش الهندية. يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة. تقع في منطقة تاريخية كانت تعرف في السابق باسم ”أوده“، وهي اليوم مدينة متعددة الثقافات. تلقب بمدينة النواب نسبة للنواب المسلمين الذين حكموا الهند في الماضي. تعتبر مركزاً للأدب الهندي والأردي أيضاً. وهي ثاني أكبر مدينة في الولاية بعد كانبور. يوجد فيها مطار دولي اسمه مطار جودري تشاران سينج، ويوجد بها أيضا محطة قطارات تربطها بمدن الهند، ويسكن فيها الكثير من المسلمين يتكلمون اللغة الأردية الفصيحة.

    Leave a Reply

    Your email address will not be published.

    أربعة − اثنان =