بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و آله الطاهرين و لعنة الله على اعدائهم اجمعين.
إن التفجيرات الانتحارية التي طالت المدنيين الابرياء المؤمنين في حسينية و مسجد الإمام الحسين عليه السلام في بيروت ، لهي جريمة شنعاء بحق الإنسانية و الإسلام .
و إننا في مؤسسة الامام الشيرازي العالمية ، إذ ندين هذه الجريمة البشعة ، و نسأل الله تعالى أن يتغمد بواسع رحمته الشهداء الذين سقطوا مضرجين بدمائهم إثر هذا الاعتداء الآثم ، و إذ نبتهل إليه سبحانه بالشفاء العاجل و الكامل للجرحى و المصابين ، و إذ ندعوه عزوجل أن يلهم ذوي الشهداء الصبر و يجزل لهم الأجر …
ندعو الجميع للعمل الجاد و الدؤوب لتجفيف جذور الإرهاب و منابعه الفكرية و المالية ، و المتمثلة في الفكر التكفيري الوهابي السلفي ، و الذي يحظى برعاية و تمويل و تغطية من النظام السعودي ، حيث يُعتبر المذهب التكفيرى هو المذهب الرسمي في السعودية ، و يدرس في المدارس بدءاً من الصف الاول الابتدائي و انتهاءً بالجامعات ، و تُخصص له و لنشره ميزانيات ضخمة تعادل ميزانيات دول بأكملها .
و في هذا الصدد يقترح السعي لتجريم الفكر الوهابي السلفي عالميا و اعتباره كالنازية جريمة يعاقب عليها القانون الدولي ، و ذلك عبر استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي و الجمعية العامة للأمم المتحدة ، و الضغط على النظام السعودي لكي يتخلي عن رعاية هذا الفكر و يترك تمويله .
كما نشدد على أن من أهم أسباب هذه الأزمات التي تعصف بالعالم الإسلامي هو ابتعاد أكثر المسلمين عن التعاليم الالهية ، كقانون الشورى و الحرية و الأخوة الإسلامية و الأمة الواحدة و غيرها من قوانين شرّعها القران الكريم ، هذا الإعراض الذي ولّد الديكتاتوريات و التي تستأثر بالسلطة و المال ، مما أنتج الفقر و الحرمان و الإحباط ، و كان مئال ذلك إلى توجه الكثير من الشباب الى الحركات التكفيرية ظناً منهم أنها المنقذ !!
للشهداء الرحمة و الرضوان ، و لذويهم الصبر و السلوان ، و انا لله و انا اليه راجعون
حرر في ١١/١٣/ ٢٠١٥ المطابق ل ١/صفر/١٤٣٧
مؤسسة الامام الشيرازي العالمية
يوسف عبد الساتر