الشيخ الذاكري يكتب: اشبيهم الشيرازية؟

الشيخ الذاكري يكتب: اشبيهم الشيرازية؟

فقط من هذا مجلسهم في البصرة يطلع ٤ نواب للبرلمان، اشبيهم الشيرازية؟

كلمة اطلقها مسؤول ايراني رفيع ارتبط اسمه بالملف العراقي برمته عندما شاهد مجالس محرم الحرام في البصرة والتي كان الخطيب المفوه السيد باقر الفالي لامعا فيها، من دون ان يعلم ان الشيرازية كمرجعية لاترى الوضع مناسباً للخوض في العملية السياسية في العراق.

وكل من دخل العملية السياسية تصرف تصرفاً فردياً عندما رفع شعار الشيرازية او صورها، ولم ترضى المرجعية بذلك، بل واشترطت على كل سياسي عراقي طرق بابها ان لايرفع صورة او شعار للمرجعية الشيرازية في حملته الانتخابية.

فالشيرازية لاترى الوضع مؤاتياً للخدمة في العراق (في المجال السياسي أوالبرلماني طبعاً) الى اشعار آخر، ولاترغب بالتنافس مع المرجعيات الدينية التي تخوض او تدعم المرشحين.

ولذلك الشيرازية تدعم وتؤيد كل مرشح مخلص يرغب بالدخول في العملية السياسية، لايمانها بضرورة الاصلاح الحقيقي، وان الله أخفى الطيبين من عباده بين الناس.

ونعتقد ان دول الجوار لاتريد للعراق الاستقرار، على الأغلب، ولا للشيرازية نجاحاً، بل ولا حضوراً، بل وبعضها تبذل جل جهدها لتوريط السادة الاجلاء في مختلف القضايا مهما كانت.

فايران مثلا حاولت تورط المرجعية الشيرازية في  مختلف القضايا المحلية والدولية لتبريء ساحتها في التخبط السياسي في المنطقة، وكذلك الحال في البحرين والسعودية.

ناسين، او متناسين ان الاستقرار في المنطقة وعدم حمل السلاح بالنسبة للمعارضة في كل من البحرين والسعودية، مثلا، هو انتاج هذه المرجعية المباركة واصرارها على المطالبة بالاصلاحات السياسية بالطرق السلمية، وبعيداً عن كل انواع العنف والتطرف.

فالمرجعيات الشيعية (كلها) بشكل عام لاتحرك الشعوب ضد الأنظمة، ولاتعتقد بالاطاحة بالحكومات، انما تبذل جهدها للتهدئة والاستقرار في كل الدول ومن دون استثناء.

والمدرسة الشيرازية بشكل خاص، و يقلدها الشباب على الأغلب، تلتزم بنظرية اللاعنف وعدم شرعية حمل السلاح، وهذا واضح لدى الجميع، الا من ملأ بطنه من الحرام أو سمحت نفسه لطاعة الشيطان!

فعدم خوضهم للعملية السياسية، وعدم استسلامهم للمخططات الشيطانية، وعدم الخوض في المعتركات الطائفية، ناتج عن فهمهم لضرورة ايصال الثقافة الاسلامية الى العالم، وضرورة تبيين معالم دولتي رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلي عليه السلام بعيداً عن المصالح الدنيوية والسياسية.

ولذلك تراهم التزموا الصمت في مواجهة كل من تهجم عليهم بحجج مختلفة واتهمهم (بالمكيل والموزون!) جملة وتفصيلاً، لاعتقادهم ان العمل الايجابي وخدمة الدين يحتاج الى وقت وطاقة، وللصراعات رجال نحن لسنا منهم، فاليذهبوا لنيل مطالبهم، وان كانت ….

ومن هنا اؤكد ان المرجعية الشيرازية بعيدة عن كل التهم الموجهة اليها (اياً كانت ومن اية جهة كانت، حتى …..) وتدعو المقلدين والمحبين الى عدم الاهتمام بالقيل والقال، وعدم الانفعال، بل وتطلب منهم التفرغ لنشر دعوة الاسلام باللتي هي أحسن، معلنة انه لايمثلها الا قناة المرجعية ومكاتب سماحة السيد المرجع في ايران والعراق.

فلو عرف الناس محاسن كلام الاسلام، وعذوبة كلام المعصومين عليهم السلام، واخلاصهم في طاعة الله وحل مشاكل الامم، لتقبّلوا الاسلام وآمنوا بولاية أمير المؤمنين عليه السلام.

ولو ان المسلمين برمتهم، عرفوا محاسن دولة رسول الله صلى الله عليه وآله و الحكمة والرحمة في حكومة أمير المؤمنين عليه السلام لما انخدعوا بالانظمة السياسية.

والله من وراء القصد.

محمد تقي الذاكري

٢/١١/٢٠١٦

مطار النجف الدولي