ضمن سلسلة نشاطاته الثقافية الشهرية اقام مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث في كربلاء المقدسة وعلى قاعة جمعية المودة والازدهار حلقة نقاشية تحت عنوان “الشيعية الدينية والشيعية السياسية.. التداخل والاختلاف” قدم الحلقة النقاشية حيدر الجراح مدير المركز واستضاف خمسة باحثين للحديث عن هذا الموضوع.
بدأ الحلقة النقاشية الباحث حكمت البخاتي حيث قدّم ورقة بعنوان (الانبعاث الشيعي والحيف الهوياتي) حيث تحدث عن نظرة تاريخية عن الهوية الشيعية وإرتباطها ارتباط اساسي بالإمامة التي تمثل روح الهوية الشيعية الدينية والسياسية، فيما قدّم الباحث أحمد قاسم مفتن بحثاً مفصلاً بعنوان (شيعة العراق… جدلية التحول من الجماعة الى الاثنية) بدأها بتساؤل رئيسي هل تحول الشيعة في العراق من جماعة الى إثنية، وماموانع ذلك؟ وذكر عدة محاور في بحثه عن العوامل الداخلية والخارجية داخل جماعة الشيعة في العراق والمرتبطة بوجودهم التاريخي وتأثيرهم في المجتمع الديني وتطورهم في مجال الاسلام السياسي ووصولهم للحكم وكان للبحث مداخلات واسئلة كثيرة من قبل الحضور أجاب عليها الباحث في فترة الاجابة على اسئلة الحضور.
في البحث الثالث للحلقة النقاشية للباحث علي طاهر الحمود بعنوان (السلطة والدولة.. حفريات في المدونة الفقهية الشيعية) بين في كلامه أن الشيعة فهموا السلطة والدولة من خلال الامام حيث انه جمع بين الدين والسياسة.
البحث الرابع تقدم به الدكتور عماد محمد محمود بعنوان (الشيعة وعقلية المعارضة) مستذكراً ادوارهم عبر التاريخ بوصفهم الجهة المعارضة للحكم المستبد عبر التاريخ الاسلامي وبين لمَ ان الشيعة عند وصولهم للحكم ضاق افقهم وبدأوا بالتضييق على المعارضة بسبب ان تجربة الحكم بالنسبة للشيعة كانت ذات سلطة دينية والدين يتعامل مع المطلق.
وفي البحث الاخير الذي تقدم به الباحث علاء حميد تحت عنوان (المسألة الشيعية في العراق… التاريخ والسياسة) بيّن فيه ان شيعة العراق يقعون بين تصورين داخلي وخارجي يؤثران على سلوكهم اتجاه الدولة والمجتمع، التصور الداخلي هو الافكار التي تحملها شيعة العراق عن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي بأنهم جماعة وقع عليهم الاقصاء السياسي والابعاد عن ادارة الدولة، هذا التصور تبلور تحت عنوان “المظلومية” التي تحمل بعداً تاريخيا وتوظف سياسيا، يمكن ان نصنف هذا التصور اجتماعيا “النظرة الى الذات”، اما التصور الخارجي يستمد معناه من اسقاط تاريخي تراكم نتيجة للصراع التاريخي بين الصفويين والعثمانيين، نستطيع التعامل على انه “النظرة الى الاخر” العلاقة بين التصورين تكونت ضمن فاعلية عاملين هما ” الذات والآخر”، لهذا يواجهنا تساؤل من لديه التأثير الاوسع على حركة شيعة العراق، التصور الداخلي ام الخارجي؟. وأضاف، ادخل تغيير النظام السياسي بعد عام 2003 شيعة العراق في صدمة التمكن من ادارة الحكم، زاد هذا التغير من غموض العلاقة بين العاملين الداخلي والخارجي، كان الانتقال مفاجئ وغير محسوب، وضع تلك الحركات امام اختبار في غاية الصعوبة فهي لاتمتلك تصور ناضج عن ادارة الدولة سوى الاحتجاج عليها. وهذا يجعلنا نبحث عن تشخيص المرحلة السياسية التي يمر بها شيعة العراق؟ وهل هي مرحلة البحث عن حقوق طائفة أو السعي لبناء دولة. ان حركات الاسلام السياسي الشيعي لم تبادر الى الاهتمام الفكري لما تشير اليه الوطنية، التي كشفت صعوبة الوصول الى مرحلتها لغاية الآن، لأنها غير قادرة على تبني مفهوم الدولة.
وشهدت الحلقة النقاشية الكثير من المداخلات حيث قال الشيخ مرتضى معاش عن مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام بأنه يجب البحث عن مصطلح الشيعية السياسية كثيرا والتي كانت بوادر ظهوره عام 2006 وهو يختلف عن مصطلح الاسلام السياسي الذي اظهرته حرب لبنان والازمة السورية بشدة، وبينت كيف تستخدم الشيعية لأغراض سياسية خارجة عن ماينسجم مع الشيعية الدينية، واستخدم الحوثيين كمثال حي عن الشيعية السياسية التي قد تتناقض مع الشيعية الدينية، وكيف يحاول البعض استخدام الشيعية الدينية وسيلة للوصول للشيعية السياسية، وبين ان نظرية الامام الشيرازي الراحل في كتاب الشورى في الإسلام حول مفهوم الولاية ودمجها بين ولاية الامة وولاية الفقيه، حيث من حق الامة اختيار الولي الفقيه الجامع للشرائط حدوثا وبقاءا، أي انتخابه ابتداء وحق الامة في عزله متى ما خالف الفقيه مصالحها.
وعلق الشيخ مرتضى معاش حول اراء الشيخ النائيني مبينا انه اول من طرح مفهوم الديمقراطية الاسلامية مبتنيا رأيه على قاعدة في أصول الفقه في دفع الافسد بالفاسد، حيث ان الديمقراطية مع عيوبها فهي افضل من الديكتاتورية بكل الاحوال.
وفي مداخلة للدكتور خالد العرداوي مدير مركز الفرات للتنمية يتساءل هل ان وجود الاختلاف النظري حول البناء السياسي للدولة فتح المجال لطلاب السلطة لاستغلال هذه الثغرة لمصلحة بناء السلطة؟ كما ذكر الأستاذ جواد العطار نظرية شورى الفقهاء للامام الشيرازي لو طبقت في عصرنا الحديث لاستطاعت قوى الاسلام السياسي الوصول لنتيجة مثمرة في الحكم الاسلامي، فيما بين الاستاذ خليل الشافعي ان الوجود الشيعي اثبت وجوده على الارض سواء مثلته قوى الاسلام السياسي او لم تمثله