رغم كل المتاعب، التشيّع في طريقه نحو العالمية

رغم كل المتاعب، التشيّع في طريقه نحو العالمية

يتثاءب الإنسان مرّتين، فمرّة يتثائب للنوم، ومرّة للنهوض من النوم. والتشيّع اليوم يتثاءب للنهوض. وإنّي متفائل، بل إن استنتاجي هو ان التشيّع في طريقه نحو العالمية والعولمة، لأنه صاحب المنطق المقبول والصحيح

هذا ما أكّد عليه المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، في توجيهاته القيّمة بوفد من المسؤولين السياسيين والفضلاء من أفغانستان، كان على رأسه الأستاذ محمد ظاهر وحدت، والي ولاية سربل الأفغانية، الذين زراوا سماحة المرجع الشيرازي دام ظله في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، في الرابع عشر من شهر جمادى الثانية1437للهجرة -24/3/2016م

وقال سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: يجب علينا أن ننتبه إلى مسألتين مهمّتين جدّاً، بل لهما الأهمية الخاصّة، والشيعة كافّة معنيون بهما، وهما

الأولى: على الشيعة كافّة أن لا يتنازع بعضهم مع بعض، بل عليهم أن يتحمّلوا بعضهم بعضاً. فالاستعمار وأذنابه الصغار كالتكفيريين، يسعون وبكل الطرق وبمختلف الأساليب، إلى زرع النزاع والتخاصم بين الشيعة. فعلينا نحن الشيعة كافّة أن لا نفتح المجال أو نوجده للاستعمار وأذنابه لكي يزرعوا النزاع بين الشيعة

وأشار سماحته إلى النموذج الرائع من سيرة مولانا نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله في تحمّله وحلمه العظيمين، والقضاء على النزاع، وقال

إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله، قد تعرّض للأذى الكثير، وللكثير من المشاكل، من المشركين والكفّار ومن المنافقين ومن الجهلة، لكنه صلى الله عليه وآله لم يشكو من أحد منهم أبداً

كما قال صلى الله عليه وآله: (كثرت عليّ الكذّابة)، ومع هذا كلّه لم يذكر صلى الله عليه وآله اسم حتى واحد منهم أبداً، أي من الكذّابة. فيجب علينا أن نتعلّم مثل هذا التعامل الفريد والفاضل من مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله

الثانية: علينا بالشباب. فالشباب هم صنّاع المستقبل، فيجب الاهتمام بهم، ورعايتهم رعاية خاصّة، لتربيتهم تربية وفق عقائد وأخلاق أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين. فصناعة الشباب وتربيتهم أمر مهمّ جدّاً

وختم سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، توجيهاته القيّمة، مؤكّداً: اعلموا ان الوصول للمسألتين المذكورتين آنفاً، فيه مشاكل، ولكن هذه المشاكل هي جسر للعبور إلى النجاح والموفقية. فالمشاكل تصنع الإنسان

جدير بالذكر، أنه في بداية هذا اللقاء، قدّم الضيف الكريم الأستاذ محمد ظاهر وحدت تقريراً عن أعماله، وعن أوضاع الشيعة في البلد الشقيق أفغانستان، وعن معاناة الشيعة هناك، وما يتعرّضون له من ظلم ومؤامرات من قبل التيارات الضالة والفرق المنحرفة والإرهابية والتكفيرية كطالبان وداعش والوهابية

ثم تمنّى من سماحة المرجع الشيرازي دام ظله أن يتفضّل عليهم بتوجيهاته القيّمة، فيما يرتبط ويختصّ بأوضاع الشيعة وما عليهم من مسؤوليات. وأكّد بأنه يرى من الواجب عليه الامتثال لتوجيهات سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، معتبراً إيّاها دستور عمل وتكليف شرعي، ونبراس وهداية

 المصدر:

http://arabic.shirazi.ir/shownews.php?Code=12080#!prettyPhoto