قلتُ له (دام ظله العالي):
هل تقصدون بعد عشرين سنة سيدخل العالَم في عصر الظهور؟
* السيد المرجع:
لا أقصد ذلك.. إن الظهور علمه عند الله ويعلم به الإمام نفسُه بدليل الروايات الصحيحة في علم المعصومين بالغيب (صلوات الله عليهم أجمعين).. بل أقصد أن الشيعة بشكل عام سيعلو نجمهم تدريجياً كما حصل جزء كبير منه خلال العقود الأخيرة.
إن المجتمعات في العالَم المأزوم اليوم نجاتها فقط في وعيها للإسلام الحقيقي الكامل وهو الذي قدّمه النبي محمد وأهل بيته (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين) فلو يشتغل علماء الشيعة وخطباؤهم ومثقفوهم وإعلاميّوهم بطرح هذا الإسلام بصورته الشيعية الناصعة لكان خيراً لهم من الإشتغال بالفرعيات والخلافات الداخلية.
قبل أيام جائني أحد العلماء الأفغان وقال كنتُ في بلد عربي معروف ببغضهم الشديد للشيعة.. وقفتُ بعمامتي في الشارع أنتظر سيارة أجرة، فوقف لي أحد السوّاق وقال لي تفضّل. جلستُ إلى جانبه وأخذ يسألني في الطريق: هل أنت شيعي؟ قلت: نعم. قال: وهل سافرت إلى النجف؟ قلتُ نعم. قال: وإلى كربلاء؟ قلت: نعم. قال: وإلى الكاظمية وسامراء؟ قلت: نعم.
وبينما أنا خائف أن يأخذني لمكان الذبح وإذا به انحنى نحوي!! فخفتُ كثيراً ولكنّي فوجئتُ به يحاول تقبيل قدمي.. وهو يقول حقٌّ عليّ أن أقبّل هذه الأرجل التي مشت إلى تلك الديار المقدّسة. ثم قال أنا أعمل في جهاز المخابرات ولكنّي تشيّعتُ قبل فترة لمشاهدتي فضائياتكم.
فقلت له أما تخاف على نفسك. قال أخفي تشيّعي وقد زاد يقيني بالحق لما اكتشفني أحد زملائي وقرّر أن يخبر مسؤولي.. فخرج بسيارته ليوشي بي، والوشاية هنا تعني الإعدام القطعي. وبينما هو في الطريق باغتته المنيّة بحادث سير أودى بحياته، فلا يعلم عنّي إلا هذا الذي اندفن!!
* أضاف المرجع الشيرازي:
إن الشعوب بدأت تكتشف التشيّع وأخذت تتشيّع في السرّ والعلن.. وهذا يعني أن الأحداث رغم مرارتها تتحرّك لصالح هذا المذهب الحق وتعاليمه الطيّبة.. وبهذا البديل ستنعم الشعوب أمناً ورخاءاً وسعادة.
فما أريد قوله هو أن الظلم في زماننا ليس جديداً بل الجديد صوره التي جعلت الناس تراه فضيعاً عبر الفضائيات ومواقع التواصل الإجتماعي، وهذه الوسائل لم تكن في السابق لتعكس أخبار ذلك الظلم صوتاً وصورةً وبهذه السرعة.
نحن لا يرعبنا حجم المآسي لأن الله الذي كان مع القلّة المحقّة في السابق كذلك هو معنا اليوم والفارق أننا اليوم أكثر تقدّماً لتوفّر الإمكانات التي توجب علينا المزيد من العمل. ففي السابق مثلاً كان مراجع النجف يرسلون مخطوط رسائلهم العملية إلى مطابع الهند عبر البواخر وينتظرون سنة وأكثر إلى أن تجهز نسخها المحدودة وتعود إليهم مطبوعة، وأحياناً كانت تضيع النسخة الأصلية ولم تعد، ولكن اليوم أصبحت الطباعة سهلة.
* قلت له (حفظه الله):
إذن برأيكم المطلوب منا العمل في نشر التشيّع بالدرجة الأولى؟
* أجاب سماحته:
نعم.. المهم في نظري أن نقوم بهذا التكليف الشرعي في الدرجة الأولى ثم لا نبالي بالنتيجة ما دمنا نؤمن بالله الذي لا يضيع عمل عامل منا من ذكرٍ أو أنثى إذا كان بصدق النيّة مع الله. فلا نكون مثاليين +لأن الواقع غالباً يأتي خلاف الحق باعتبار أكثر الناس لا يعقلون+. أنظر إلى صحابة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) كانوا أكثر من 120 ألف الذين حضروا واقعة الغدير ولكن كم منهم وفوا للرسول وشهدوا للحق؟!
+هذا هو الواقع المُرّ الذي يجب أن لا نسمح له بأن يمنعنا عن واجب التبليغ.. فإن كل ويلات هذه الأمة وحتى ما نعانيه نحن الشيعة من بعضنا البعض فهو بسبب تغييب الغدير ورسالته عن الحكم والحياة وإذا بالويلات تفارخت إلى هذا اليوم+
لابد من إعادة هذه الأمّة إلى وصية الرسول في أهل بيته (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين) هذا هو الحلّ وهو المطلوب الذي يحتاج إلى الصبر وغضّ الطرف عن الذين يؤذون.. فقد قال الله تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).. نعم.. (صَبَرَ وَغَفَرَ) وليس (صَبَرَ) فقط!!
لا أدري إن كنتَ قد رأيت موسوعة المتحوّلين أم لا هي إحدى عشر مجلداً.. فيها قصص جميلة من تجارب الذين تحوّلوا إلى مذهب التشيّع.. هذا في نظري إنتصار كبير وهو قابل للزيادة.. إنه يبشّر بمستقبل زاهر للحق وللبشرية +لأن النوعية الصالحة للفكر والثقافة تصنع صلاح الإنسان والأمة.. هذا ما غفل عنه الذين أعطاهم الله نعمة المال والإعلام فراحوا بها إلى صرفها في أمور سيحاسبهم عليه يوم القيامة+